«ولد الجهيمان حوالي عام 1332 للهجرة في بلدة غسلة بالقرائن، وعاش حياة مفعمة بالحيوية والنشاط منذ الصغر، وعلى الرغم من انفصال والديه في طفولته المبكرة إلا أنه حظي بحياة أسرية هانئة عاشها مشاطرة بين كنف كل من أسرة أمه وأسرة والده، وتمتع في طفولته بحس المغامرة، إذ لم يكن يتردد في تسلق نخلة شاهقة، أو نزول بئر عميقة، أو الانطلاق مع رفاقه بين الأحراش من أجل مطاردة حمامة ضالة أو صيد حيوان صغير شارد، ما ساعد في بناء شخصيته المستقلة وتنمية مداركه وخياله.
تلقى الجهيمان تعليمه الأول مثل كثير من أبناء جيله في الكتاتيب، متعلمًا مبادئ القراءة والكتابة، وحول الوسائل التي كانوا يعتمدونها في التعليم يقول الجهيمان: «كنا نتعلم القراءة والكتابة على رمالنا النقية، وكنا نصنع ألواحًا عريضة تنوب عن الأوراق، وكنا نطلي هذه الألواح بمادة جيرية نسميها «الصالوخ» أي القطع التي تنسلخ من الجبل، فنطلي بها الألواح ونكتب عليها، فإذا حفظنا ما كتب عليها، محوناه مع الطبقة الجيرية التي طلينا بها الألواح، ثم نعيد عجنه وطبخه، حتى ينعقد، ثم نعمل منه أقراصًا نجففها، ثم نستعملها في الدواة، والدواة زجاجة ترد إلينا من الخارج، وقد يكون فيها دواء وقد يكون فيها مادة أخرى».
وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمره غادر بلدته إلى مدينة الرياض التي مكث فيها عامين درس خلالهما على يد مشايخها بعض مبادئ العلوم الدينية والعربية، بيد أنه ما لبث أن غادرها هي الأخرى موليًا وجهه شطر مكة المكرمة، وفيها التحق بسلك الهجانة جنديًا، وكان مقرها يقع في قلعة أجياد، لكنه لم يمض، أيضًا، فيها أكثر من عام حتى عزم الالتحاق بركب الدراسة في المعهد العلمي السعودي الذي أمضى فيه ثلاثة أعوام، وبعد تخرجه انخرط بسلك التعليم.
عاش الجهيمان في مكة المكرمة قرابة خمسة عشر عامًا أمضاها بين الدراسة والتدريس، ثم عاد للرياض فترة قصيرة من الزمن، بعدها توجه للمنطقة الشرقية وتولى فيها رئاسة شركة «مطابع الخط للطباعة والنشر» والتي كان يمتلكها صديقه عبدالله الملحوق، وكانت أول شركة للطباعة تنشأ في مدينة الدمام.
يعد الجهيمان أول من أنشأ صحيفة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية عرفت بـ«أخبار الظهران» وتولى رئاسة تحريرها، كما أنشأ في وقت لاحق مجلة المالية والاقتصاد، وعمل مديرًا للتفتيش الإداري في وزارة المعارف، وبعد إحالته للتقاعد تفرغ للتأليف والكتابة.
نمت بذرة حب الحكايات والأساطير الشعبية في نفس الجهيمان منذ حداثة سنه، حيث كان ينام على حكايات جدته لأمه، في حين كان يسليه والده بسرد القصص عندما يصحبه للاحتطاب في البراري.
تعد موسوعته: «أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب» التي أخرجها في خمسة مجلدات، من أهم ما زودت به المكتبة العربية في مجال الأدب الشعبي، بسبب ما تتضمنه من أساطير وحكايات شعبية تصور الحياة الاجتماعية في شبه الجزيرة العربية وما سادها من أفكار ومفاهيم ومعتقدات شعبية بأسلوب يزخر بالخيال وعذوبة القص.
إضافة إلى «موسوعة الأمثال الشعبية» في عشرة أجزاء، وتضم نحو عشرة آلاف مثال، وأمضى في جمع مادة الكتابين نحو عقدين من الزمن، كما أن له عدة مؤلفات أخرى منها: «دخان ولهب» و«أين الطريق»، و«أحاديث وأحداث»، و«آراء فرد من الشعب»، تشتمل جميعها على نقد اجتماعي.
كما كتب للطفل، ولم يغفل تدوين ذكريات رحلاته عبر مؤلفيه «ذكريات في باريس»، و«دورة مع الشمس». !